www.derofarfasha.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.derofarfasha.com

احلى فرفشة ودردشة لاحلى شباب وبنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكهف.... انه المكان الوحيد الامن.....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
norhan elmallah
عضو مجتهد
عضو مجتهد
norhan elmallah


المساهمات : 81
تاريخ التسجيل : 22/06/2008
العمر : 32

الكهف.... انه المكان الوحيد الامن..... Empty
مُساهمةموضوع: الكهف.... انه المكان الوحيد الامن.....   الكهف.... انه المكان الوحيد الامن..... Icon_minitimeالأحد أغسطس 17, 2008 6:18 pm

اليوم الأول: الأول من أغسطس:

بدأ معسكرنا اليوم!
لا يبدو على الأستاذ "بيتر" الكثير من السعادة، كما كان ينبغي أن يكون.. على الرغم من أن هذا المعسكر يوضّح لنا بالضبط كلَّ ما علمنا إياه عن قبائل "الماهو" المتوحشة.. منذ مئات السنين عاشت هذه القبائل في هذه المنطقة التي نعسكر فيها اليوم!

كنا أربعة وستين دارساً، منهم ثمانية فحسب من فصل الأستاذ "بيتر" مدرس التاريخ.. بعد فصل دراسي كامل من دراسة ثقافة قبائل "الماهو"، كان لا بد من معسكر كهذا وسط الغابة، حيث تركت "الماهو" آثارها.. الواقع أن الأستاذ "بيتر" لم يكن متحمساً كثيراً لهذا المعسكر، رغم ولعه بتاريخ "الماهو"!




وصلت حافلتنا إلى الغابة بعد الظهر، وانتشرنا جميعاً تبحث كل مجموعة منا عن مكان لإقامة خيمتها.. طبعاً لا بد أن أقيم مع شقيقتي "سارة" بصحبة ست فتيات أخريات.. لاحظوا أن خيمتنا تتسع لثماني فتيات!

قبيل المغرب كنا قد انتهينا من نصب الخيم، وتم تقسيمنا إلى ثماني فرق، وبدأت الفرقة الأولى في إعداد العشاء لنا جميعاً..

تعالوا أصفْ لكم المكان جيداً.. هناك تلك الغابة الممتدة بأشجارها الكثيفة أمامنا.. لقد عسكرنا في سهل أخضر ممتد مواجه للغابة، ومن خلفنا تبرز تلك التلال بكهوفها الكثيرة.. مكان جميل.. أليس كذلك؟.. أعتقد أنه سيكون مخيفاً جداً عندما يحل الليل!

بعد العشاء أعطانا الأستاذ "بيتر" محاضرة عن حياة قبائل "الماهو".. أكثر ما أعجبني هو قدرة هذه القبائل على التحكم فى قوى الطبيعة، وسيطرتها على الأمطار والعواصف وحتى الزلازل.. شيء غريب.. أليس كذلك؟!..

وفي الليل جلسنا نشرب بعض الشاي الأخضر.. ثم نهض كل منا إلى خيمته... لا يزال الأستاذ "بيتر" متوتراً بعض الشيء، ولا أدري لماذا... كل شيء جميل أيها السادة!

- اليوم الثانى: الثاني من أغسطس:

هذا الصباح قمت بمغامرة مثيرة.. لم أكن وحيدة طبعاً، كانت بصحبتي "سارة"..

استيقظنا قبيل شروق الشمس، وقضينا ساعات الصباح الأولى في تأمل قرص الشمس الزاحف فوق قمم التلال.. هنا طرحت "سارة" سؤالاً غريباً، وهي تشير تجاه فتحات الكهوف.. ماذا يوجد هناك؟...

وانطلقت تعدو تجاه أقرب الكهوف، ودعتني كي أصحبها... ذكرتها بما حذرنا منه الأستاذ "بيتر" أمس، وعن خطورة التجوال وحدنا، فقالت إننا لن نبتعد كثيراً.. إنها مجرد جولة سريعة، ولن يرانا أحد.. بعض الإثارة في الصباح الباكر!

حسناً.. من يرفض بعض الإثارة في الصباح الباكر، لا سيما في كهف ينتمي لعصر قبائل "الماهو"؟

وهكذا ركضت مع "سارة" تجاه فتحة الكهف التي تعلو مستوى السهل بحوالي مترين أو ثلاثة، لكن من السهل جداً تسلق الصخور إليها.. سبقتني "سارة" إلى الكهف ولحقت بها.. كان الظلام شديداً جداً فقط على بعد ثلاثة أمتار من مدخل الكهف، فأشعة الشمس الباكرة لا تستطيع التجول كثيراً داخل الكهف...

هناك رأينا تلك "الوطاويط" اللعينة!

****

لقد تأخرنا كثيراً داخل الكهف.. تأخرنا كثيراً!

عدنا ركضاً في الثامنة إلا الربع صباحاً.. كان طابور المعسكر قد أوشك على الانتهاء، فجرينا محاولين اللحاق بالطابور في نهايته، لكننا سمعنا صوت الأستاذ "بيتر" يصيح غاضباً: أين "نيكول" و"شقيقتها"؟.. أين ذهبت هاتان الصغيرتان؟

هممت بالرد عليه، لكن "سارة" أشارت لي بالصمت.. واتفقنا على أن نتظاهر بالاستغراق في النوم في الخيمة!.. هذا أفضل كثيراً من أن نلقى التقريع أمام الحضور.

وهكذا تسللنا كفأرين إلى خيمتنا، واندسّت كل منا تحت غطاء فراشها وتظاهرنا بالنوم...

بعد دقائق، جاءت "ماري" رفيقة الخيمة إلينا.. ألقت نظرة سريعة على فراشينا، ثم قفزت فجأة على فراشي، وهزتني بشدة.. تظاهرت بالتثاؤب والاستيقاظ من النوم، لكنها سألتني على الفور بعينين خبيثتين:
- أنتما لم تكونا هنا هذا الصباح.. أين كنتما؟
- كنا نائمتين هنا!
- حسناً.. هل أذهب وأخبر الأستاذ "بيتر" بأنكما تتظاهران بالنوم؟
- "ماري"... سأحكي لكِ كل شيء...

إن "ماري" صديقتنا وأنا أعرفها جيداً.. لن تصمت حتى تعرف كل شيء، ولكنها أهل للثقة ولن تخبر الأستاذ "بيتر".. وهكذا بدأت أحكي لها عما شاهدناه في الكهف.. لقد تجولنا كثيراً حقاً، لكنها كانت جولة مثيرة جداً.. رأينا رسومات "الماهو" على الجدران.. شاهدنا أدواتهم الحجرية الباقية من مئات السنين.. وأكثر!

- ولم لا نخبر الأستاذ "بيتر" بكل هذا؟.. إنه كشف عظيم!

قالتها "ماري" بحماس، ولكنني قلت في أسف:
- أنت تعرفين الأستاذ "بيتر"، سيثير هلعنا حتى البكاء، وسيعنفنا على فعلتنا مهما كانت أهمية اكتشافنا.. ثم إن فكرة وجود أشراك دفاعية أو خدع وضعها "الماهو" داخل الكهوف، على سبيل الحماية، ستجعله في منتهى العصبية، خصوصاً أنه متوتر جداً منذ جئنا إلى المعسكر أصلاً!



*****

- اليوم الثالث: الثالث من أغسطس:

مر هذا اليوم بدون أي أحداث جديدة، محاضرات الأستاذ "بيتر" المملة.. وشرح الأستاذة "لويزا" الممل، صحيح أننا وسط بقايا آثار تلك الحضارة الرائعة، وهذا يعطينا فسحة للمشاهدة والمعرفة الحقة، ولكن الضباب كان يسيطر على الأجواء، حتى إن أشعة الشمس اختفت وراء سحب رمادية داكنة، ذكرتني بسحب "لندن" البائسة.

****

- اليوم الرابع: الرابع من أغسطس:

يبدو أن الأمور ستزداد سوءاً.. بدأت الأمطار تهطل بغزارة، ودوّى الرعد أكثر من مرة، وعلى حدود الغابة القريبة، رأينا البرق يضرب أحد الأشجار العملاقة، حتى أن النيران اشتعلت في جذعها، ولكن غزارة الأمطار حالت دون وقوع كارثة بيئية إذا أمسكت النار في الغابة الوارفة..

****

- اليوم الخامس: الخامس من أغسطس:

بدا الأستاذ "بيتر" في قمة القلق، لطالما ألفنا الأستاذ "بيتر" عصبياً وقلقاً دائماً.. ولكن اليوم كان مختلفاً، كان يأكل في أظافره، يترك الخيمة الكبيرة، ويخرج تحت الأمطار الغزيرة، وينظر إلى الكهوف في شرود.. حتى إنه كان يكلم نفسه أحياناً.. موقفنا منه كان مختلفاً، قلد "جون" حركاته، ومشى على نفس خطاه، مما جعل أكثرنا يرتمي على الأرض من الضحك.

ولكن من الغريب أن الثلوج انتشرت على مسافة واسعة للغاية، حتى إن سقف الخيمة كان يئنّ تحت ثقل الثلوج التي غمرته.

ولكن الضحكات توقفت فجأة مع ذلك الصوت القادم من الغابة، كان عواءً حيوانياً، وعاد الأستاذ "بيتر" وقد أخذته رجفة عنيفة من الخوف.

***

- اليوم السادس: السادس من أغسطس:

لم يتحرك أحدنا خارج الخيمة، سوى الأستاذ "بيتر"، الذي غادر لبرهة من الزمن، ثم يعود ليعلن أن المغادرة باتت مستحيلة، قال إن الطرقات غمرتها الثلوج، ومحرك الأوتوبيس لا يستجيب، قال أيضاً إن الوقود قد تجمد، وهذا يعني أننا لن نغادر في القريب العاجل طبعاً!

لم يكن هذا الخبر مقلقاً لأيٍّ منا.. فالخيمة قوية تستطيع التحمل، كما أننا جلبنا معنا الأغطية والملابس الثقيلة، ولكن الأستاذ "بيتر" استطاع بث الرعب في نفوسنا جميعاً، حتى إننا صرخنا جميعا مع دويّ الرعد، وبدا بشعره المبلل وجسده المرتجف كمن ينتظر الموت.

***

- اليوم السابع: السابع من أغسطس:

قبيل الشروق غادر الأستاذ "بيتر"، وانتظرناه كثيرا لكنه لم يعد مرة أخرى، وهذا أثار مخاوفنا، ولكن الأستاذة "لويزا" قالت:
- لا تقلقوا، إنه يعاني من بعض الاضطرابات، سيحاول العودة بأقصى سرعة جالباً النجدة.. نحن هنا ننعم بالدفء والأمان فلا داعي للقلق.

ولكن قولها لم يخفف من حدة التوتر، خاصة أن "ماري" صديقتي أخذتها حالة من التشنج، وراحت تردد:
- لن ننجو.. لن ننجو..

وهنا حكت الأستاذة "لويزا" لنا قصة غريبة عن الأستاذ "بيتر"، لم تزدنا إلا خوفاً وقلقاً رغم أننا لم نصدقها أصلاً.. قالت إن الأستاذ "بيتر" قام برحلة مدرسية في صغره إلى هذه البقعة بالتحديد.. وقضى سبعة أيام كأسوأ ما يكون، ولكن في اليوم الثامن حدثت أحداث مؤسفة راح ضحيتها عدد من زملائه، وهذا ما جعله شديد التوتر طوال أيام المعسكر.. أضف إلى ذلك أنه لم يأتِ إلى هذه الرحلة إلا مجبراً بعدما أصر مدير المدرسة على هذا.

***

- اليوم الثامن: الثامن من أغسطس:

أكتب آخر يومياتي على ذلك الضوء الواهن قبل أن ينفد بدوره مثل الغالبية العظمى من أعضاء المعسكر...

لا يمكنني أن أجزم كيف بدأ الأمر، ولكننا وجدنا النيران تشتعل بضراوة في الغابة القريبة نتيجة البرق، قبل أن يضرب البرق إحدى خيام المعسكر، محولاً الخيمة الخالية -لحسن الحظ- إلى رماد.

لم يعد هناك مجال للأمان.. الخطر في كل مكان.. لن تصدقوني إذا أخبرتكم أنني أشعر بهم في كل مكان.. نعم.. أشعر بهم.. تسألني من هم؟.. طبعا "الماهو"!

الكتب لم تمزح عندما حذرتنا من تدنيس حرماتهم.. لا تنسوا دخولي كهفهم مع شقيقتي!

يا للهول! هل كل ما يحدث بسببنا؟..
لقد تحكم "الماهو" في الطبيعة باستخدام السحر الأسود، فهل لا يزال سحرهم قادراً على الانتقام ممن دنسوا حرماتهم؟!...

يبدو أن الجواب.. نعم...
أكتب هذه الكلمات، وربما تكون آخر كلماتي من داخل الكهف ذاته.. نعم الكهف.. إنه المكان الوحيد الآمن.. لقد هبت عاصفة عنيفة بعثرت خيمنا وقذفت بالأشجار في وجوهنا، فاندفع كل منا يحتمي بأي شيء ممكن.. لحسن حظي -أو ربما لسوئه- استطعت أن أتسلق التل إلى داخل الكهف، ولحسن الحظ أيضاً وجدت هذه الشمعة في حقيبتي...




الآن الشمعة تحتضر، وستنطفئ قريباً جداً لتتركني وحدي في هذا الظلام في انتظار نجدة ما.. لا أعرف شيئاً عن مصير شقيقتي ورفاقي...

ترى، ماذا حدث لهم؟
الواقع أنني أسمع أصواتاً غريبة تخرج من وسط الظلام الحالك في قلب الكهف، لكنني للأسف لست بالشجاعة الكافية للسير قليلاً لاستكشاف الأمر..

هناك أمر آخر أخشى الاعتراف لكم به، وأخشى أيضاً السير بضع خطوات للتأكد منه... منذ دقائق قليلة كنت أرى ضوء القمر يتسلل من فتحة الكهف، ثم فجأة سمعت صوت ضجة واختفى الضوء.. ثمة تفسير مجنون لكنه منطقي للأسف... لقد سدّت الصخور فتحة الكهف!

إن "الماهو" لا ينسون بسهولة من دنس حرماتهم كما يبدو!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكهف.... انه المكان الوحيد الامن.....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.derofarfasha.com :: منتدى الرعب-
انتقل الى: